#فائدة

"معنى قول الترمذي وفي الباب"

——————————
قال الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح :
" ... وهكذا يفعل الترمذي في الجامع حيث يقول وفي الباب عن فلان وفلان فإنه لا يريد ذلك الحديث المعين وإنما يريد أحاديث أخر يصح أن تكتب في ذلك الباب وإن كان حديثاً آخر غير الذي يرويه في أول الباب وهو عمل صحيح إلا أن كثيراً من الناس يفهمون من ذلك أن من سمى من الصحابة يروون ذلك الحديث بعينه الذي رواه في أول الباب بعينه وليس الأمر على ما فهموه بل قد يكون كذلك وقد يكون حديثاً آخر يصح إيراده في ذلك الباب .
يوجد كتب ألفت في الباب منها المفقود ومنها المطبوع .
والله أعلم الكتاب الوحيد الموجود على النت بصيغة ال pdf هو :
"نزهة الألباب في قول الترمذي وفي الباب المؤلف: حسن بن محمد بن حيدر الوائلي "
أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم مرَّ عليْهِ جنازةٌ فقالَ مستريحٌ ومستراحٌ منْهُ فقالوا ما المستريحُ وما المستراحُ منْهُ ؟

قالَ : العبدُ المؤمنُ يستريحُ من نصَبِ الدُّنيا وأذاها والعبدُ الفاجرُ يستريحُ منْهُ العبادُ والبلادُ والشَّجرُ والدَّوابُّ .



الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 1929 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
🍃
(١)
عبادة الشكر :



قال ابن القيم في المدارج أنّ الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة ، وباللسان ثناء واعترافا ، وبالجوارح طاعة وانقيادا .


ومما يعين على ذلك استشعار أهميته وما فيه من المثوبة وطلبه من الله تعالى, فقد ذكر ابن القيم أن الله أمر بالشكر ونهى عن ضده وأثنى على أهله ووصف به خواص خلقه وجعله غاية خلقه وأمره, ووعد أهله بأحسن جزائه, وجعله سببا للمزيد من فضله وحارسا وحافظا لنعمته, وأخبر أن أهله هم المنتفعون بآياته, واشتقّ لهم اسما من أسمائه، فإنه سبحانه هو الشكور وهو يوصل الشاكر إلى مشكوره بل يعيد الشاكر مشكورا وهو غاية الرب من عبده, وأهله هم القليل من عباده.


#عبادة_الشكر
🍃
(٢)
الشكر في القرآن الكريم :



-قال الله تعالى : واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون
{النحل: 114 }

-وقال : واشكروا لي ولا تكفرون {البقرة: 152 }

-وقال عن خليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم : إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه
{النحل: 120 ـ 121 }

-وقال عن نوح عليه السلام :  إنه كان عبدا شكورا
{الاسراء: 3 }


-وقال تعالى :  والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون
{النحل: 78 }

-وقال تعالى : واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون
{العنبكوت: 17 }

-وقال تعالى : وسيجزي الله الشاكرين
{آل عمران: 144 }

-وقال تعالى :  وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد
{إبراهيم: 7 }

-وقال تعالى : إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
{لقمان: 31 }


-ورضى الرب عن عبده به كقوله :  وإن تشكروا يرضه لكم
{الزمر:7 }

-وقلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواصه كقوله : وقليل من عبادي الشكور
{سبأ: 13 }

#عبادة_الشكر
🍃
(٣)
الشكر في السنة النبوية :




ورد في الصحيحين عن ﷺ :

أنه قام حتى تورمت قدماه فقيل له : تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا .


-وقال ﷺ لمعاذ : والله يا معاذ إني لأحبك, فلا تنس أن تقول في دبر كل صلاة :

"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "

-وفي المسند والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ كان يدعو بهؤلاء الكلمات : "اللهم أعني ولا تعن علي ، وانصرني ولا تنصر علي ، وامكر لي ولا تمكر بي ، واهدني ويسر الهدى لي ، وانصرني على من بغى علي ، رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطاوعا لك مخبتا إليك أواها منبيا, رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة صدري ."


-روى الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - ﷺ قال:
"إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له: ألم أصح لك جسمك، وأروك من الماء البارد؟"

[مستدرك الحاكم-صححه الألباني]


-وفي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي ﷺ قال: "إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع، فيقول: بلى، فيقول: أظننت أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقول: فإني أنساك كما نسيتني"

[أسودك : أي جعلك سيّدًا على غيرك / جزء من حديث في صحيح مسلم ]


-وروى الترمذي في سننه من حديث أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: أن النبي - ﷺ قال:

"لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ: عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟، وعن علمه فيم فعل؟ ومَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟"


#عبادة_الشكر
🍃

والشكر مبني على خمس قواعد :

خضوع الشاكر للمشكور ، وحبه له ، واعترافه بنعمته ، وثناؤه عليه بها ، وأن لا يستعملها فيما يكره ، فهذه الخمس : هي أساس الشكر وبناؤه عليها فمتى عدم منها واحدة اختل من قواعد الشكر قاعدة ، وراجع كتاب المدارج ، وإحياء علوم الدين للمزيد من كلام السلف في الشكر .

#عبادة_الشكر
🍃
(٤)

يتبع غدًا إن شاء الله
"الأسباب المعينة على الشكر "
•||حِليةُ الصّالحات ||•📚 pinned «📋 سلاسل متميزة بالقناة : #دورة_بصائر_القرآنية #من_كنوز_القرآن #قصة_آية مواسم الطاعات ❤️👇 #عشر_ذي_الحجة #شهر_رمضان_الذي_أنزل_فيه_القرآن #رمضان_شهر_القرآن من موقع إنه القرآن 👈 #وقفات_مع_آيات 👈 #عن_القرآن #رمضان_قرب_يلا_نقرب 👈 #مجالس_السنة : شرح لأحاديث…»
السؤال
ما واجبى نحو حال المسلمين المعذبين الآن؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من واجب الأخت اتجاه إخوانها المضطهدين عدة أمور من أهمها:
1-أن تكثر الدعاء لهم في أوقات الإجابة كآخر الليل وساعة الجمعة، وبين الأذان والإقامة، وعند الإفطار والانتهاء من صلاة الفرض، ففي الحديث دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل. رواه مسلم.
ويتعين الإكثار من الدعاء وعدم الملل منه لما في الحديث: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي. رواه البخاري ومسلم.
2-نصرهم بما تيسر من مال أو غيره، ففي حديث الصحيحين: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وفي الحديث: ما من امرئ يخذل امرءا مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته. رواه أحمد وأبو داود والضياء في المختارة. وحسنه الألباني في الجامع.
3-التعاطف معهم لما في الحديث: ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى. رواه البخاري.
4-بذل الطاقة في تفريج كربتهم وإعانتهم، ففي الحديث: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة. رواه البخاري ومسلم.
5-كفالة يتاماهم وأراملهم، ففي الحديث: كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة. رواه مسلم.
وفي الحديث: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله. رواه مسلم.
6-بذل الوسع والطاقة في توبة واستقامة المتعاطفين معهم من المسلمين على الطاعات حتى تستجاب دعواتهم لهم، وحتى تتوقف أبواب البلاء المفتوحة بسبب معاصي بني آدم، قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ(الروم: من الآية41)، وقال تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً(لأنفال: من الآية25).
7-حرص المرأة المسلمة على تنشئة رجال صالحين يهدون بالحق وبه يعملون وإليه يرشدون، وفي سبيله يحيون ويموتون، كما ربت صفية الزبير، وأسماء بنت أبي بكر عبد الله ابن الزبير، والخنساء أبناءها، وأمهات مالك والشافعي وأحمد وربيعة أبناءهن، فإن وراء كل عظيم امرأة.
والله أعلم.
من أسباب الإقدام على الذنوب ، وسوسة الشيطان للعبد"أنت تفعل الذنب الفلاني،أنت مذنب،فلما ستقف عند هذا الآن" .
مثلًا : بعض الفتيات لا تقلع عن المكياج لأنها لا ترتدي اللباس الشرعي ..
وكأنها تقول "ما أنا مش ملتزمة ،لما سأترك(الماكياج)" أو الغناء مثلًا ...

لذا على العبد أن يذكر نفسه دائمًا انه لا يمكن أن يكون كاملًا وخاليًا من الذنوب ،فأي ذنب تقوى على تركه اتركه ولا تعلقه بغيره من الأفعال.
وإلا السلسلة لن تنتهي والذنب سيجر غيره وتغرق أكثر وأكثر .
•||حِليةُ الصّالحات ||•📚
من أسباب الإقدام على الذنوب ، وسوسة الشيطان للعبد"أنت تفعل الذنب الفلاني،أنت مذنب،فلما ستقف عند هذا الآن" . مثلًا : بعض الفتيات لا تقلع عن المكياج لأنها لا ترتدي اللباس الشرعي .. وكأنها تقول "ما أنا مش ملتزمة ،لما سأترك(الماكياج)" أو الغناء مثلًا ... لذا…
أعرف أخت كانت تعمل في مجال فيه اختلاط .
كانت تحاول جاهدة الالتزام وترك المعاصي ونجحت-بتوفيق الله-بالتقدم في طريق الالتزام خطوات ..
عملها يحتم عليها التواصل مع الرجال ولا يخفى علينا مبدأ"الألفة ترفع الكلفة"..
وفي تلك الفترة مال قلبها لشاب وهو أيضًا أحبها ولكن لك يتيسر ارتباط شرعي بينهما لظروف وقررا عدم التواصل لالا يقعا في الحرام .
ولكن الأمر كان صعب التطبيق بالنسبة لها لأن الشيطان يوسوس لها "أنت تتواصل مع رجال أجانب بطبيعة الحال، فلما ستمتنعين عن التواصل مع من تحبين ، أليس هو أولى بالتواصل منهم "!
والذنب جر ذنبًا وانتكس الاثنان وقعا في محاذير كثيرة .
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)
ثم فسر الأخدود بقوله: { النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } وهذا من أعظم ما يكون من التجبر وقساوة القلب، لأنهم جمعوا بين الكفر بآيات الله ومعاندتها، ومحاربة أهلها وتعذيبهم بهذا العذاب، الذي تنفطر منه القلوب، وحضورهم إياهم عند إلقائهم فيها، والحال أنهم ما نقموا من المؤمنين إلا خصلة يمدحون عليها، وبها سعادتهم، وهي أنهم كانوا يؤمنون بالله العزيز الحميد أي: الذي له العزة التي قهر بها كل شيء، وهو حميد في أقواله وأوصافه وأفعاله.
بعد أكثر من ١٤٠٠ عام ،رواسب الجاهلية لا زالت تؤثر في عوائلنا ،خاصة في ما يتعلق بالعقيدة والتعامل مع المرأة .
لازلنا نسمع : المرأة لا ترث ، المرأة لا تتكلم في هذه الشؤون ،المرأة لا يؤخذ برأيها ..


فالحمد لله الحكيم العليم بعباده الذي وضع لنا أحكامًا تجرّم وتؤثم هذه الأقوال والأفعال .
تدبر جزء عم :

المحور الأساسي:


المحور الأساسي لهذا الجزء يدور حول الآخرة والميعاد ولقاء الله وقدرته في الكون سبحانه وتعالى.

-في هذا الجزء معظم السور التي كان يصلي بها صلى الله عليه وسلم الصلاوات مثل الأعلى والغاشية في صلاة الجمعة وصلاة العيدين والاعلى والكافرون والإخلاص في الوتر وكان يقرأ في سورتي الكافرون والإخلاص في السنن الراتبه في صلاة الصبح وركعتي الطواف والسنة قبل المغرب وحفظ هذا الجزء الجزء يمنح المسلم الفرصة لقراءة أعداد كبيرة من الآيات في صلاة الليل ليحوز منازل الصالحين القانطين المقنطرين ويخرج من عداد الغافلين قال صلى الله عليه وسلم من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة آية كتب من القانطين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين.

-في هذا الجزء أول سورة لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم. لبداية الرسالة سورة العلق وهي أول اتصال بالوحي بين السماء والأرض وفيه أيضا سورة فيها نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي سورة النصر وهي نهاية الرسالة ففي هذا الجزء بداية الرسالة وختام المهمة والرسالة التي كلف بها الرسول صلى الله عليه وسلم.

-فيه أيضا سورة التي تعدل ثلث القرآن لما اشتملت عليه من توحيد الله والإخلاص وفيه سورة البراءة من الشرك التي تعدل ربع القرآن (قل يا أيها الكافرون )وفيه المعوذتان الناس والفلق اللتين لم يتعوذ بمثليهما أو اللتان لم نتعوذ بمثليهما متعوذ .

#تدبر
•||حِليةُ الصّالحات ||•📚
🍃 (٤) يتبع غدًا إن شاء الله "الأسباب المعينة على الشكر "
(٤)
الأسباب المعينة على الشكر 🍃



-أولًا: التأمل في نعم الله، واستحضارها في كل لحظة وحين، وعدم الغفلة عنها، فإن كثيرًا من الناس يتنعمون بشتى أنواع النعم من مآكل، ومشارب، ومراكب، ومساكن، ومع ذلك لا يستشعرون هذه النعم، لأنهم لم يفقدوها يومًا من الأيام، واعتادوا عليها، لذلك فإن الله يريد منا التأمل في هذه النعم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ [فاطر: 3].
 


-ثانيًا: أن ينظر كل واحد منا إلى من هو أسفل منه،

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم"[].
 
وفي رواية: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال، والخَلْق، فلينظر إلى من هو أسفل منه، ممن فضل عليه"[].
 
قال ابن جرير:
"هذا حديث جامع لأنواع من الخير، لأن الانسان اذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما اذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه فشكرها وتواضع وفعل فيه الخير". اهـ.
•||حِليةُ الصّالحات ||•📚
(٤) الأسباب المعينة على الشكر 🍃 -أولًا: التأمل في نعم الله، واستحضارها في كل لحظة وحين، وعدم الغفلة عنها، فإن كثيرًا من الناس يتنعمون بشتى أنواع النعم من مآكل، ومشارب، ومراكب، ومساكن، ومع ذلك لا يستشعرون هذه النعم، لأنهم لم يفقدوها يومًا من الأيام، واعتادوا…
الأسباب المعينة على الشكر 🍃



-ثالثًا: أن يعلم الإنسان أن الله تعالى يسأله يوم القيامة عن شكر هذه النعم، هل قام بذلك أو قصر؟


قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]. وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8].
 
روى الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له: ألم أصح لك جسمك، وأروك من الماء البارد؟"[].
 
وفي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: ألم أكرمك وأسودك[6] وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع، فيقول: بلى، فيقول: أظننت أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقول: فإني أنساك كما نسيتني"[].
 
وروى الترمذي في سننه من حديث أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ: عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟، وعن علمه فيم فعل؟ ومَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟"[].
 




-رابعًا: شكر هذه النعم بالقلب والقول والفعل،


قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [لقمان: 12]، وقال أيضًا: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]؛ فاستمرار هذه النعم بالشكر بأنواعه الثلاثة، وذهابها بالمعاصي والذنوب، قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].
 
وفي الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها -: َ أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله أتصنع هذا وقد جاءك من الله أن قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!"[].
 
2024/06/04 02:50:59
Back to Top
HTML Embed Code: